الرسالة التي سوف تسألون عنها يوم القيامة تربية الأبناءالأسرة المرتبطة والمتماسكة هي أول اللّبنات في بناء المجتمع السليم.
فالأبناء قرّة أعين الآباء وبهذه المحبّة لا يرضون لهم منزلة أدنى من
إمامة المتّقين والسير في موكب الصالحين.
قال تعالى :{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ
أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا
لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. (74) سورة الفرقان.
والتربية الناجحة استشراف للأحسن، وبناء لغدٍ أفضل ؛ لذا يجب علينا الحفاظ
على هذه الأمانة .قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ
تَعْلَمُونَ }. (27) سورة الأنفال.
وتحمل تبعات هذه المسؤولية ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته:
الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة
راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن
رعيته، فكلكم راع ومسئول عن رعيته)متفق عليه ).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله
سائل كل راع عما استرعاه أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) . )
أخرجه النسائي في "عشرة النساء" 292 عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا
الإسناد.وقال الترمذي 4/208 . في " السلسلة الصحيحة " 4 / 180 .
ومن أفضل ما يتركه المرء في هذه الدنيا ولد صالح يدعو له ، فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم
انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
رواه مسلم وغيره .
وعن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده: أن رسول الله
صلّى الله عليه وسلم قال: "ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن"
. أخرجه أحمد 4/77, 78, والترمذي رقم: 1952.
وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - : (( لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل
يوم بنصف صاع على المساكين )) . رواه الترمذي عن جابر بن سمرة (فيض القدير
5/257).
والتربية الأولى للطفل لها أثرها البيُن في تكوين شخصيته, وبناء فكره "
فتبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته، كما تتجلى حال المريض أمام
الطبيب حين معالجته، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم
وأعظم ثمرة ".
وهناك بعض الآباء يغفلون عن دورهم الحقيقي في تربية الأبناء, ويتخلون عن أداء الرسالة التي سوف يُسألون عنها يوم القيامة.